1
قصة واقعية . إعداد أ / مصطقى نمر .


كما وصلتني و الله تعالى أعلم و أقدر
قصة واقعية
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
زوجة تحكي قصة زوجها عام 1415 هـ فتقول :
كان زوجي شاباً يافعاً مليئا بالحيوية و النشاط وسيماً جسيماً ذا دين و خلق و بر بوالديه
تزوجني في عام 1390 هـ و سكنت معه في بيت والده
و رأيت من بره بوالديه ما جعلني أتعجب منه و أحمد الله أن رزقني هذا الزوج ،
رزقنا ببنت بعد زواجنا بعام واحد ثم انتقل عمله إلى المنطقة الشرقية
فكان يذهب لعمله أسبوعاً و يمكث عندنا أسبوعا
حتى أتت عليه ثلاث سنين و بلغت ابنتي أربع سنين
حتى كان اليوم التاسع من شهر رمضان من عام 1395 هـ و هو في طريقه إلينا في الرياض
تعرض لحادث انقلاب و أدخل على إثرها المستشفى و دخل في غيبوبة
أعلن بعدها الدكاترة المختصون المعالجون له وفاته دماغيا و تلف ما نسبته 95 % من خلايا المخ
كانت الواقعة أليمة جدا علينا و خاصة على أبويه المسنين
و يزيدني حرقة أسئلة أبنتنا ( أسماء ) عن والدها الذي شغفت به شغفا كبيرا
كنا نتناوب على زيارته يوميا و لا زال على حاله لم يتغير منه شيء
و بعد فترة خمس سنين أشار علي بعضهم بأن أتطلق منه بواسطة المحكمة
بحكم وفاته دماغيا و أنه ميئوس منه و الذي أفتي بعضهم  بجواز الطلاق
في حالة صحة وفاته دماغياً و لكنني رفضت ذلك الأمر رفضا قاطعا
و لن أتطلق منه طالما أنه موجود على ظهر الأرض
فإما أن يدفن كباقي الموتى أو أن يتركوه لي حتى يفعل الله به ما يشاء
فجعلت اهتمامي لابنتي الصغيرة و أدخلتها مدارس تحفيظ القرآن
حتى حفظت كتاب الله كاملا و هي لا تكاد تتجاوز العاشرة
و قد أخبرتها فيما بعد بخبر والدها فهي لا تفتأ تذكره حيناً بالبكاء و حينا بالصمت
و قد كانت ابنتي ذات دين فكانت تصلي كل فرض بوقته و تصلي آخر الليل و هي لم تبلغ السابعة
فأحمد الله أن وفقني لتربيتها كما هي جدتها رحمها الله التي كانت قريبة منها جدا و كذالك جدها رحمه الله
و كانت تذهب معي لرؤية والدها و تقرأ عليه بين الحين و الآخر و تتصدق عنه
و في يوم من أيام سنة 1410 هـ قالت لي يا أماه اتركيني عند أبي سأنام عنده اليلة
و بعد تردد وافقت ، فتقول ابنتي :
جلست بجانب أبي أقرأ سورة البقرة حتى ختمتها ثم غلبني النعاس فنمت
فوجدت كأن ابتسامة علت محياي و أطمئن قلبي لذلك
فقمت من نومي و توضأت و صليت ما شاء الله أن أصلي
ثم غلبني النعاس مرة أخرى و أنا في مصلاي
و كأن واحداً يقول لي انهضي كيف تنامين و الرحمن يقظان
كيف و هذه ساعة الإجابة التي لا يرد الله عبدا فيها
فنهضت كأنما تذكرت شيئا غائب عني
فرفعت يدي و نظرت إلي أبي و عيناي تغرورقان من الدموع و قلت :
يا رب يا حي يا قيوم يا عظيم يا جبار يا كبير يا متعال يا رحمن يا رحيم
هذا والدي عبد من عبادك أصابته الضراء فصبرنا و حمدناك و آمنا بما قضيته له
اللهم إنه تحت مشيئتك و رحمتك
اللهم يا من شفيت أيوب من بلواه و رددت موسى لأمه
و أنجيت يونس في بطن الحوت و جعلت النار بردا و سلاما على إبراهيم
اشف أبي مما حل به اللهم إنهم زعموا أنه ميئوس منه
اللهم لك القدرة و العظمة فألطف به و ارفع البأس عنه
ثم غلبتني عيناي و نمت قبيل الفجر فإذ بصوت خافت ينادي :
من أنتي و ماذا تفعلين هنا ؟ فنهضت على الصوت التفت يمينا و شمالا فلا أرى أحداً
ثم كررها الثانية فإذ بصاحب الصوت أبي
فما تمالكت نفسي إلا و أن قمت و احتضنته فرحة مسرورة
و هو يبعدني عنه و يستغفر و يقول اتقي الله لا تحلين لي
فأقول له أنا أبنتك أسماء فسكت و خرجت إلى الدكاترة أخبرهم
فأتوا و لما رأوه تعجبوا فقال الدكتور الامريكي بلكنة عربية متكسرة : سبحان الله
و قال آخر مصري سبحان من يحيي العظام و هي رميم
و أبي لا يعلم ما الخبر حتى أخبرناه بذلك فبكى و قال الله خيرا حافظا و هو يتولى الصالحين
والله ما أذكر إلا أنني قبيل الحادث نويت أن أتوقف لصلاة الضحى فلا أدري أصليتها أم لا ؟
تقول الزوجة : فرجع إلينا أبو أسماء كما عهدته و قد قارب الـ46 عاماً
و رزقت منه بولد و لله الحمد يخطو في السنة الثانية من عمره
فسبحان الله الذي رده إلي بعد 15 عاماً و الحمد لله الذي حفظ له ابنته
و وفقني للوفاء به و حسن الإخلاص له حتى و هو مغيب عن الدنيا
فلا تتركوا الدعاء فالدعاء يرد القضاء و من حفظ الله حفظه الله و لا ننسى البر بوالدينا
و لنعلم أن الله عز وجل بيده تصريف الأمور و تقديرها و ليس لأحد سواه فعل ذلك
هذه قصتي للعبرة لعل الله أن ينفع بها من ضاقت به السبل و عظمت عليه الكرب
و أقفلت من دونه الأبواب و تقطعت به أسباب النجاة
فأقرع باب السماء بالدعاء و أستيقن بالإجابة و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
احرصو إخواني أخواتي على تحفيظ أبنائكم كتاب الله و سنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم

1 التعليقات :

غير معرف يقول...

قصة أكثر من رائعة ، تستحق النشر

إرسال تعليق

 
حقوق النشر محفوظة
مدارس أجيال الخفجي الأهلية © 2019 | عودة الى الاعلى
Designed by AJIAL SCHOOLS