4 من قطوف الأدب ... إياك أعني فافهم !

 من فنون الأدب من فن الرسالة أنقل لكم رسالة أعجبتني من أفضل ما يعبر عما يدور به الحال هذه الأيام 

رسالة أحدهم لرجل أخطأ في حقه قال فيها :

يقول فيها " أما وقد سمعت قوله تعالى :

‏( لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ) 

ولذا اعلم يا هذا ، ما أحسن أن يعرف المرءُ قدر نفسه، فلا يعدوه، فإنه إن عرف قدره تتقطع به أوكيةُ الشر التي أحكمتها يد البغضاء والحسد، وسوءِ الظن، والكبر السخيف.

اعلم يا هذا :

- اعلم أن من الناس من إن تحرص على إدنائه أعرض عنك، وإن حرصت على إقصائه أقبل عليك.

- ومن الناس من إذا أحس منك تواضعاً استكبر عليك. ومن إن رأى منك ما يظنُّه استكباراً كان كالعبد بين يديك.

- ومن الناس من إذا أحسنت إليه حسبك راهباً منه، ومن إذا أسأت إليه ظنك راغباً فيه.

- ومن الناس من إذا رأى منك ابتسامةً تمرَّد عليك، ومنهم من إذا أدمت العبوس في وجهه أدام الخضوع بين يديك.

- ومن الناس حاله في الإحسان كحال النساءِ، إن أحسنت إليه الدهر، ثم أسأت إليه مرة، قال: ما رأيت منك إحساناً قط.

- واعلم  أن أسوأ الناس من شاع ذكرهم في الناس مقروناً بما قيل فيهم: «تَمَسْكَنَ حتى تَمَكَّن» .

- اعلم أن الكبر ثوب السفهاءِ، يعرفون به فيجتنبهم العقلاءُ، والتواضع ثوب العقلاءِ، يعرفون به، فيصلح الله بهم السفهاء .

- واعلم أنه كان لي أن أجاريك في سوء خلقك إلا أني نظرت لنفسي منزلة لا يملك مثلك أن يصبو إليها فأنزلت نفسي بصمتي تلك المنزلة . ولا تظن ذلك كبرا مني فإني أحفظ قول الشاعر :

إذا أنت لم تعرف لنفسك حقها * * * هوانا بها كانت على الناس أهون .

ولا يغرينك مني ذلك فإني كذلك أقتدي بصفوان بن المعطل في قوله :

تلق ذباب السيف عني فإنني* * *غلام إذا هجيت لست بشاعر .

إياك أعني فافهم . فإن عز عليك الفهم فانشده عند ذويه ".
تلك كانت الرسالة فما تعليقكم على هذا الأسلوب الأدبي الرشيق . 

هل اعجبك هذا الموضوع ؟	إشترك عبر خدمة RSS تابعني عبر الفيس بوك تابعني على تويتر تابعني على اليوتيوب